أعلنت السلطات الأميركية ليلة أمس مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في عملية قادتها الولايات المتحدة وشاركت فيها طائرات هليكوبتر وقوّات برية أميركيّة في باكستان أمس الأحد.
وقال مسؤولون أميركيون إنه عُثر على بن لادن في مجمع سكني فخم جداً في بلدة ابوت اباد الواقعة على بعد 60 كيلومتراً شمالي العاصمة الباكستانية إسلام آباد.وذكر مصدر على دراية بالعملية إن بن لادن أصيب في الرأس. وقال مسؤول كبير في الادارة الأميركية إنه يعتقد أن ثلاثة أشخاص بالغين قتلوا الى جانب بن لادن في العملية، من بينهم أحد أبنائه.
وقال ناصر خان، وهو من سكان بلدة ابوت اباد تابع المعركة وهي تتكشف امام عينيه من سطح منزله «بعد منتصف الليل كان عدد كبير من قوات الكوماندوس قد طوق المبنى وحلّقت فوقه ثلاث طائرات هليكوبتر. فجأة حدث إطلاق نار من الأرض صوب طائرات الهليكوبتر. كان هناك اطلاق كثيف للنيران ورأيت طائرة هليكوبتر تتحطّم».
عمّت الاحتفالات واشنطن ونيويورك أمس (شيب إيست - رويترز)
كيف تمت عملية قتل بن لادن
وقال مسؤولون أميركيون إنه عُثر على بن لادن في مجمع سكني فخم جداً في بلدة ابوت اباد الواقعة على بعد 60 كيلومتراً شمالي العاصمة الباكستانية إسلام آباد.وذكر مصدر على دراية بالعملية إن بن لادن أصيب في الرأس. وقال مسؤول كبير في الادارة الأميركية إنه يعتقد أن ثلاثة أشخاص بالغين قتلوا الى جانب بن لادن في العملية، من بينهم أحد أبنائه.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»إن جثة بن لادن نقلت من باكستان الى أفغانستان ثم دفنت في البحر.واستغرقت عملية الهجوم على مكان إقامة بن لادن نحو 40 دقيقة. وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن العملية لم تؤد الى مقتل أي أميركي، وأن القوات الأميركية حرصت على تفادي سقوط ضحايا مدنيين.
مقرّ إقامة بن لادن في أبوت أباد بعد تنفيذ العملية (فاروق نعيم - أ ف ب)
وقالت السلطات إن مخبأ بن لادن الذي بني عام 2005 كان أكبر من المباني الاخرى في المنطقة بثماني مرات، وكان محاطاً بأسوار يراوح ارتفاعها بين 12 و18 قدماً، فوقها أسلاك شائكة، وهناك جدران داخلية اضافية لمزيد من الخصوصية، والدخول اليه من بوابتين عليهما حراسة مشددة. وليس للمبنى شبكة اتصال هاتفية أو خاصة بالإنترنت.
وقال المسؤولون إن القوات الأميركية عرفت طريقها الى المجمع في ابوت اباد بعد أكثر من اربع سنوات من تعقب أحد حاملي رسائل بن لادن الموثوق بهم. وذكر مسؤولون إن السلطات الأميركية اكتشفت في آب عام 2010 أن الرجل المرصود يعيش مع شقيقه وأسرتيهما في مبنى غير عادي في باكستان وسط اجراءات أمنية مشددة «كنا على ثقة من أن المجمع يعيش فيه هدف إرهابي ذو قيمة عالية. الخبراء الذين عملوا في هذه القضية لسنوات رأوا أن هناك امكانية كبيرة أن يكون الإرهابي المختبئ هناك هو أسامة بن لادن».
عمّت الاحتفالات واشنطن ونيويورك أمس (شيب إيست - رويترز)
كيف تمت عملية قتل بن لادن
في غياهب الليل، اقتربت مروحيات أمريكية من مجمع تحيط به أسوار شاهقة في منطقة "أبوتاباد"، شمالي إسلام أباد، في مهمة هدفها اعتقال أو قتل أخطر زعيم إرهابي طاردته الولايات المتحدة قرابة عشرة أعوام. وخلال أقل من 40 دقيقة غادرت قوة أمريكية المجمع وبرفقتها جثمان زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، بعد مهمة وصفتها بـ"عملية جراحية خاطفة" وفاء لنذر قطع بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة.وخرج الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ليعلن النجاح في اقتناص بن لادن بعد مطاردة لم تعرف الهوادة استغرقت قرابة عقد من الزمن.ورفض المسؤولون الأمريكيون الإفصاح عن تفاصيل العملية أو عدد القوات الخاصة التي شاركت فيها، من عناصر القوات الخاصة التابعة للبحرية "سيلز" SEALs، إلا أنهم قدموا للصحفيين وصفاً عاما لسيناريو المهمة التي بدأت بمتابعة ورصد أحد مراسلي بن لادن الموثوق بهم.وراقبت الولايات المتحدة المراسل نحو عامين وأفلحت في أغسطس/آب الماضي فقط في تحديد مكان إقامته وشقيقه في المجمع الفخم المنعزل في منطقة "أبوتاباد"، وتبعد 62 ميلاً شمالي العاصمة الأفغانية.وقال مسؤول أمريكي: "عندما رأينا المبنى صعقنا مما شاهدنا.. أنه فريد وأكبر بثمانية مرات عن أي منزل آخر في ذات الضاحية الثرية… والأخوان لا يملكان الموارد المالية لامتلاكه."وأحاطت العديد من المنازل السكنية بالمجمع الفخم المكون من ثلاثة طوابق الذي يمكن الوصول إليه عبر طريق مترب غير ممهد، وكان الأكبر حجماً ويخضع لحراسة أمنية مشددة، تحيط به جدران عالية يبلغ ارتفاعها 18 قدماً، يعتليها أسلاك شائكة.كما أن ساكنيه، وعلى خلاف القاطنين في المنطقة، دأبوا على حرق المخلفات.وأكدت كافة المعلومات الاستخباراتية أن المجمع، بني خصيصاً لإيواء مشتبه به إرهابي مرموق، وربما بن لادن، والمبنى الفخم، وقدرت قيمته بأكثر من مليون دولار، لا توجد به وسائل الاتصالات من هاتف أو إنترنت.وأفادت مصادر أمريكية مسؤولة أن فريقاً صغيراً من القوات الأمريكية الخاصة اضطلعت بتنفيذ المداهمة "الجراحية"، وقوبلت بمقاومة من قبل بن لادن وثلاثة رجال آخرين ما أدى لاندلاع اشتباكات مسلحة.وانتهت المواجهات المسلحة بمقتل الرجال الأربعة بالإضافة إلى امرأة، وقضى زعيم تنظيم القاعدة الذي راوغ الولايات المتحدة زهاء عشرة أعوام، بطلق ناري في الرأس وألقي بجثته في البحر كما أفادت مصادر أمريكية مطلعة.واستخدمت تقنية التعرف على الوجه، بالإضافة إلى تقنيات أخرى، لتأكيد هوية بن لادن، وأكدت جميعها أن الجثة تعود إلى زعيم تنطيم القاعدة.ورغم أن إدارة واشنطن جزمت بأن العملية السرية لم يعلم بها سوى قلة من المسؤولين الأمريكيين إلا أن باكستان قالت إن عناصر من جهاز الاستخبارات القومي كانت حاضرة أثناء العملية

لمشاهدة صورة جثة بن لادن
